تتجدد المواجهة بين إسبانيا وفرنسا في دوري الأمم الأوروبية، حاملةً معها ذكريات بطولة أمم أوروبا، وموفرةً ساحة لصدام فردي مرتقب بين اثنين من أبرز المرشحين للكرة الذهبية 2025: لامين يامال وعثمان ديمبيلي.
ومع احتدام الجدل بين اللاعبين، المدربين، والصحفيين حول الأحق بالجائزة، تبرز أسماء مثل رافينيا وبيدري في النقاش، لكن يامال وديمبيلي يخطفان الأضواء. ولا يزال كيليان مبابي في السباق هو الآخر، مع فرصته المنتظرة في كأس العالم للأندية.
عام 2025 يبدو أحد أكثر الأعوام إثارة وتنوعًا في السباق نحو الكرة الذهبية، في ظل تقارب الأرقام وتعدد الإنجازات. ومع بقاء الصيف بكامله، تزداد أهمية المواجهات المباشرة في تشكيل الآراء قبل إعلان الفائز في 22 سبتمبر.
وبينما يتصدر رافينيا قائمة اللاعبين الأكثر مساهمة تهديفية (56 هدفًا)، تحول التركيز بشكل متزايد نحو لامين يامال، النجم الشاب الذي خطف الأنظار في المرحلة الأخيرة من الموسم بقيادته برشلونة للحسم في لحظات مصيرية، تحت إشراف هانسي فليك.
في المقابل، ورغم بداية هادئة للموسم، انفجر عثمان ديمبيلي في عام 2025، واستفاد من حريته في نظام باريس سان جيرمان المرن، ليعتلي صدارة الهدافين في الدوريات الأوروبية الكبرى لفترات، قبل أن يتجاوزه مبابي لاحقًا ويظفر بالحذاء الذهبي.
سجل ديمبيلي هذا العام 26 هدفًا، مقابل 29 لمبابي. لكنه أضاف تمريرتين حاسمتين في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر، مساهمًا في ثلاثية تاريخية مع باريس. وبمجموع 33 هدفًا و14 تمريرة حاسمة في 49 مباراة، إلى جانب هدفين مع فرنسا، بات ديمبيلي في موقع قوي للمنافسة على الجائزة.
وقد تمنحه بطولة دوري الأمم الأوروبية دفعة إضافية، خاصة أن موسمه كان استثنائيًا تحت قيادة لويس إنريكي. في المقابل، استغل يامال الفرصة التي لم تكن لتتاح لولا رحيل ديمبيلي عن برشلونة، وقدم أوراق اعتماده دوليًا بهدف مذهل في شباك فرنسا الصيف الماضي.
هذا الموسم، سجل يامال 18 هدفًا وصنع 21، أي 39 مساهمة مباشرة مع برشلونة، تضاف إليها مساهمتين مع منتخب إسبانيا. كما توج بثلاثية محلية: الليغا، كأس الملك، وكأس السوبر الإسباني.
في الأرقام، يتفوق ديمبيلي في منطقة الجزاء: دقة تسديداته 37.21% مقابل 20.45% ليامال، ومتوسط تسديداته على المرمى 2.22 لكل 90 دقيقة مقابل 1.61، وهو الأعلى بين لاعبي الدوريات الكبرى، متفوقًا على حتى مبابي.
أحد أبرز أسباب تطور ديمبيلي كان تحوله إلى المهاجم الوهمي، تاركًا مركز الجناح ليستحوذ على الكرة في العمق، محققًا 6.71 لمسة داخل المنطقة لكل 90 دقيقة، مقابل 5.15 ليامال.
لكن عندما نتحدث عن المراوغة، يتألق يامال بلا منازع، إذ يحتل المركز الثاني أوروبيًا خلف جيريمي دوكو، بمعدل 6.37 مراوغة ناجحة لكل 90 دقيقة، متفوقًا على ديمبيلي الذي يسجل 4.05 فقط. كما يتفوق الإسباني بدقة مراوغة 56.11% مقابل 55.09%، رغم فقدانه الكرة أكثر.
في التمرير، كانت الأفضلية لديمبيلي: عدد أكبر من التمريرات (37.29 مقابل 32.51)، بدقة أعلى (79.3% مقابل 77.07%)، ومعدل تمريرات تقدمية أعلى في الثلث الأخير وفي منطقة الجزاء.
دفاعيًا، يتفوق يامال بوضوح، خصوصًا تحت الضغط العالي الذي ينتهجه فليك، حيث يتفوق في كل الجوانب:
-
المواجهات الهجومية: 8.67 مقابل 5.01
-
المواجهات الدفاعية: 2.32 مقابل 1.08
-
استعادة الكرة بعد فقدانها: 1.72 مقابل 1.24
-
الاستعادة في نصف ملعب الخصم: 2.12 مقابل 1.45
-
وفي الثلث الأخير: 0.62 مقابل 0.44
الخلاصة: كل من يامال وديمبيلي يمتلك ملفًا متكاملًا رقميًا وفنيًا، ومع تبقي بطولات كبرى مثل دوري الأمم، ودوري الأبطال، وكأس العالم للأندية، لم تُحسم المعركة بعد. وقد يكون ما سيحدث في موقعة شتوتغارت الأربعاء هو الفاصل الحقيقي، قبل أن يُسدل الستار في باريس – سبتمبر المقبل.