في ظل الأجواء المثيرة التي رافقت رحيل سيموني إنزاغي عن تدريب إنتر ميلان لتولي مسؤولية فريق الهلال السعودي، كانت هناك توقعات كبيرة بأن البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو سيعود لقيادة النادي الإيطالي مرة أخرى، خاصةً بعدما ترك مورينيو بصمة لا تُنسى في تاريخ “النيرازوري” بتحقيقه الثلاثية التاريخية موسم 2009/2010. إلا أن هذه العودة لم تتحقق كما كان منتظراً، وكان هناك عدة أسباب وراء ذلك.
1. الشروط المالية المرتفعة تعرقل الصفقة
بحسب صحيفة “La Repubblica” الإيطالية، كان مورينيو مستعدًا للعودة إلى ميلانو بعد تواصله مع إدارة إنتر عبر وسطاء، لكن المشكلة الأساسية كانت الشروط المالية.
عقد مورينيو الحالي مع فنربخشة التركي يمتد حتى يونيو 2026، ويتقاضى راتباً صافياً يُقدر بنحو 6 ملايين يورو سنويًا، وهو مبلغ مرتفع جداً بالنسبة لميزانية إنتر في ظل التحديات المالية التي يواجهها النادي في السنوات الأخيرة.
وقد طلب مورينيو تعويضات كبيرة مقابل فسخ عقده، مما جعل النادي يتراجع عن إتمام الصفقة، وبدلاً من ذلك قرر تعيين مدرب أقل تكلفة.
2. اختيار كريستيان تشيفو بدلاً من مورينيو
في ظل تعقيدات المفاوضات مع مورينيو، توجه إنتر إلى خيار محلي وأقل تكلفة، حيث قرر النادي تعيين كريستيان تشيفو، لاعب النادي السابق والمدرب الحالي لفريق الشباب، الذي قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإيطالي لفئة الشباب عام 2022.
يرى إنتر أن تشيفو هو خيار مناسب ومطلوب في المرحلة الحالية خاصة وأنه يملك معرفة جيدة بالنادي واللاعبين، وهذا ساعد النادي على تخطي أزمة المدرب بسرعة دون الدخول في مفاوضات معقدة.
3. اعتبارات استراتيجية وفنية
بالرغم من مكانة مورينيو الكبيرة وتاريخه مع إنتر، إلا أن الإدارة تفضل في الوقت الراهن مدرباً يركز على تطوير الفريق بشكل طويل الأمد وليس فقط على الألقاب الفورية.
مورينيو معروف بأسلوبه الصارم والمباشر، وهو ما قد لا يتوافق مع توجهات الإدارة الحالية التي تسعى إلى بناء فريق متجدد مع لاعبين شباب تحت قيادة تشيفو.
4. مورينيو في وضع جيد مع فنربخشة
مورينيو يعيش فترة استقرار نسبي مع فنربخشة التركي، حيث يتمتع بدعم قوي من الإدارة ويُمنح الصلاحيات الفنية التي يطلبها.
كما أن الدوري التركي يوفر له منصة مناسبة للبقاء نشطًا وتحدي نفسه في بيئة جديدة، لذلك لم تكن عودته إلى إنتر أولوية مطلقة من جانبه رغم حبه للنادي.
خلاصة
عودة مورينيو إلى إنتر ميلان لم تتحقق بسبب تعقيدات مالية، تفضيل الإدارة لخيار مدرب محلي واعد، واستقرار مورينيو في ناديه الحالي، بالإضافة إلى اختلاف التوجهات الفنية بين المدرب والإدارة.
ورغم ذلك، تبقى علاقته بالنادي ولحظاته التاريخية هناك جزءًا لا يُنسى من سجل إنتر ميلان الرياضي.