مع اقتراب انطلاق النسخة الاستثنائية من كأس العالم للأندية 2025، والتي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، يتجه أنظار العالم نحو واحدة من أبرز البطولات المرتقبة بمشاركة 32 فريقًا من مختلف القارات، بينها 12 نادياً أوروبياً. ورغم الحماس المبدئي، يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عدة تحديات حقيقية قبل انطلاق البطولة المقررة بين 15 يونيو و13 يوليو المقبل.
ستنطلق البطولة بمباراة افتتاحية مرتقبة تجمع بين إنتر ميامي الأمريكي والأهلي المصري على ملعب “هارد روك” في ميامي، وسط مؤشرات على ضعف الإقبال الجماهيري، إذ لا تزال التذاكر متاحة على نطاق واسع، بما في ذلك تذاكر المباراة النهائية المقررة على ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي.
وتكمن أبرز التحديات في أربعة محاور رئيسية:
-
الحضور الجماهيري الضعيف: رغم ضخامة الحدث، أبدى المراقبون قلقهم من احتمالية وجود مدرجات شبه خالية، لا سيما وأن البطولة تقام في بلد لا تُعد فيه كرة القدم الرياضة الأولى.
-
نظام التأهل المثير للجدل: مشاركة إنتر ميامي، الذي لم يحقق لقبًا محليًا أو قاريًا، أثارت الجدل، خاصة بعد منح المقعد المضيف للنادي الأمريكي، في حين غابت أندية عريقة مثل ليفربول وبرشلونة ونابولي رغم فوزها بألقاب محلية. وقد اعتمدت معايير التأهل جزئياً على تصنيفات الأداء خلال أربع سنوات، ما أثار شكوكاً حول عدالة الاختيارات.
-
مخاوف تتعلق بسلامة اللاعبين: مع انتهاء موسم طويل ومرهق في الدوريات الكبرى، ارتفعت الأصوات التحذيرية من الإرهاق البدني للاعبين. وقد دفع ذلك اتحاد اللاعبين المحترفين لاتخاذ إجراءات قانونية ضد “الفيفا” بسبب تقليص فترات الراحة بين المواسم.
-
جودة الملاعب والبنية التحتية: أبدت تقارير إعلامية شكوكًا بشأن صلاحية بعض الملاعب، حيث تبين أن بعضها لا يطابق المواصفات الدولية من حيث المساحة، بما يقل عن الحد الأدنى المعتمد بـ740 مترًا مربعًا. ورغم تأكيدات “الفيفا” أن جميع الملاعب مزودة بعشب طبيعي وضمن المقاييس العالمية (105م × 68م)، تبقى المخاوف قائمة.
من ناحية أخرى، أعلنت “الفيفا” عن جوائز مالية غير مسبوقة، تصل إلى مليار دولار توزع على الأندية المشاركة، حيث قد ينال الفريق البطل ما يصل إلى 125 مليون دولار، مقابل نحو 10 ملايين للفريق الأقل حظًا. كما تم توقيع اتفاق حقوق بث مع منصة “DAZN” بقيمة مليار دولار، ما يعكس طموحًا بتحقيق إيرادات قد تتجاوز ملياري دولار.
وتُعد هذه البطولة ثاني حدث كروي كبير تنظمه الولايات المتحدة بعد استضافتها لكأس العالم 1994، وتأتي كبروفة تمهيدية لكأس العالم 2026.
ويشارك في البطولة عدد من أقوى الفرق العالمية، مثل ريال مدريد، بايرن ميونيخ، ومانشستر سيتي، إلا أن غياب بعض الأندية الكبيرة عن المنافسة يثير تساؤلات حول شمولية البطولة ونجاعتها التنافسية.
في المجمل، يواجه “الفيفا” اختبارًا صعبًا بين الطموح الكبير والتحديات الواقعية التي قد تؤثر على نجاح نسخة 2025 من كأس العالم للأندية، والتي يُعوّل عليها كمحطة مفصلية في تطور كرة القدم العالمية.