في خطوة غير مسبوقة تعكس التطور التقني المستمر في عالم كرة القدم، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن مجموعة من الابتكارات التقنية التي ستُطبق لأول مرة خلال بطولة كأس العالم للأندية القادمة، والتي تُقام بصيغتها الموسعة للمرة الأولى في التاريخ.
تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية الفيفا لتعزيز الشفافية وتحسين تجربة المشجعين، سواء داخل الملاعب أو عبر شاشات البث، بهدف تقليل الجدل حول القرارات التحكيمية التي لطالما أثارت نقاشات حامية في مختلف البطولات الكبرى.
كاميرات على أجسام الحكام: منظور جديد للمتابعة
أبرز هذه الابتكارات هو استخدام كاميرات صغيرة مثبتة على أجسام الحكام، بعد موافقة المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB) على هذه التقنية الحديثة. هذه الكاميرات ستتيح للمشاهدين رؤية المباريات من منظور الحكم ذاته، مما يعزز من فهم القرارات التي يتخذها أثناء اللعب.
وستُعرض هذه اللقطات الحصرية عبر شبكة “DAZN” التي تمتلك حقوق بث البطولة، مما يضع المشاهدين في قلب الحدث ويتيح لهم تجربة مشاهدة فريدة من نوعها، تعكس اللحظات الحاسمة برؤية جديدة وشخصية للحكام.
متابعة تقنية الفيديو VAR مباشرةً
ولا تقتصر الابتكارات على كاميرات الحكام فقط، بل ستتيح الفيفا للجماهير داخل الملاعب وخارجها متابعة عمليات مراجعة تقنية الفيديو (VAR) بشكل مباشر على الشاشات العملاقة وأجهزة البث، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وفهم قرارات التحكيم.
ويعتبر تطبيق هذه الميزة تاريخيًا، حيث يُتوقع أن يُقلل بشكل كبير من الجدل والشكوك التي ترافق قرارات التحكيم، خاصة في مباريات حاسمة كالمواجهات في كأس العالم للأندية. كما سيتم تطبيق هذه التقنية أيضًا في الدوري الإسباني بداية من موسم 2025-2026، مما يعكس توجهًا عالميًا لتطوير نظم التحكيم.
تقنية التسلل شبه الآلي: دقة لا مثيل لها
واحدة من أهم التطورات التقنية التي أعلن عنها الفيفا هي تقنية التسلل شبه الآلي، والتي تعتمد على خوارزميات متطورة طورتها شركة “Hawk-Eye” المتخصصة في تقنيات تحليل الحركة والبيانات الرياضية.
هذه التقنية الجديدة تعتمد على تحليل حركة الكرة واللاعبين بدقة متناهية، لتحديد حالات التسلل بشكل فوري وبدون تأخير، مما يُسهل على الحكام اتخاذ قرارات دقيقة في لحظات حاسمة، ويوفر مستوى جديدًا من النزاهة في التحكيم.
أجهزة لوحية رقمية لإدارة التبديلات
ولتسريع وتسهيل عمليات التبديل خلال المباريات، سيتم الاعتماد على أجهزة لوحية رقمية بدلًا من الطرق التقليدية التي تعتمد على الورق والكروت، مما يوفر وضوحًا تامًا لجميع الأطراف المعنية.
هذه الأجهزة ستسمح للطاقم الفني والإداري بمتابعة عدد التبديلات المتاحة للفريق بسهولة وبدقة، بالإضافة إلى تسهيل التواصل مع الحكام وتسجيل التبديلات بشكل رسمي ومباشر.
ختامًا
تأتي هذه التقنيات الحديثة في إطار سعي الفيفا المستمر لتحديث كرة القدم ومواكبة التطورات التقنية، بالإضافة إلى تعزيز ثقة الجماهير في نزاهة وشفافية اللعبة. ومن المتوقع أن تضيف هذه الابتكارات بعدًا جديدًا لمباريات كأس العالم للأندية، خاصةً المباراة المرتقبة بين الأهلي المصري وإنتر ميامي الأمريكي، التي ستكون منصة مثالية لعرض هذه التجربة الجديدة والمثيرة.